أعجوبة طبية شهدها مستشفى «مايو كلينيك» الشهير في مينيسوتا (الولايات المتحدة) مؤخراً وبدأت وسائل الإعلام الأميركية بالإضاءة عليها بعدما تمكن الجراح اللبناني الأصل البروفسور محمد بيضون من جعل مريض مصاب بالشلل شبه الكلي يمشي مجدداً على قدميه بعد سنتين على تعرضه لحادث مأساوي أثناء ممارسته رياضة ركوب الأمواج ليجد نفسه في اليوم التالي ممدداً على فراش المستشفى بلا أدنى حس في أطرافه نتيجة إصابته في النخاع الشوكي ودون أدنى أمل في الشفاء.
خلال العامين الذين مرا كالكابوس على الرجل المصاب، ويدعى كريس بار، كان الرجل مهدداً بالبقاء على حاله، مشلولاً من عنقه إلى آخر أطرافه، حتى أصيب باليأس وتمنى الموت وطلب إلى زوجته أخذ إذن المستشفى لإنهاء حياته، إلا أن زوجته ديبي أقنعته بعدم الاستسلام وطلبت منه أن يمنحها مزيداً من الوقت، فوافق على ذلك وبدأ يخضع لجسات إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي، لكن دون تقدم ملحوظ.
وذات يوم تلقى كريس وديبي اتصالاً هاتفياً من الدكتور محمد بيضون، الجراح والباحث في النخاع الشوكي، الذي كان يقود تجربة مبتكرة في «مايو كلينيك» في مينيسوتا، وكان يبحث عن مرضى مستعدين للخضوع لهذه التجربة الرائدة.
وبعد فترة زمنية قصيرة إثر خضوعه للعلاج، شهدت حالة كريس تقدماً سريعاً، فبدأ يشعر بساقيه ثم أصبح بإمكانه ربط شريط حذائه، ومن ثم تمكن من المشي مجدداً.
الدكتور محمد بيضون يبلغ من العمر ٤٠ عاماً، والده من بلدة بنت جبيل ووالدته من جويا. ولد في ولاية ميشيغن ثم عاش لفترة في مدينة صيدا، قبل أن ينتقل مجدداً إلى الولايات المتحدة. انتسب إلى جامعة دارتموث كولدج ومن هناك إلى كلية الطب في جامعة «يال»، ليتخصص بعدها في جراحة الدماغ في مستشفى «هوبكنز» في ميريلاند، ومن ثم التحق بمايو كلينيك منذ العام ٢٠١٥.