زاوية خاصة

المدير الجديد والفرق بين القائد والرئيس | قصة حقيقية

حسام غندور | قصة حقيقية

بعد مضي خمسة عشرة سنة من الخدمة والإخلاص في العمل قررت الاستقالة من منصبي كمدير للاستراتيجيات والتسويق في إحدى أكبر شركات (هولدنغ) الكمبيوتر والبرمجيات في لبنان واضعاً نُصبَ عيني هدفاً وحيداً ألا وهو تأسيس شركتي الخاصة التي تتعاطى كل أعمال التسويق والانتاج الدعائي في بيروت، وبطبيعة الحال قامت الشركة بعد جهد وتأجيل لثنيي عن قراري بقبول استقالتي وتعيين مدير جديد للتسويق بدلاً مني.

فور تعيينه، أصدر المدير الجديد قرارا أن أي موظف يتأخر عشر دقائق أو أكثر عن بداية الدوام سيتعرض للمساءلة، ويسقط من قائمة الموظفين، الذين يعتمد عليهم مستقبلا.

كان القرار صادما لجميع الموظفين، فقد كنت مرنا في موضوع الدوام، و اركز على الإنتاجية أكثر من ساعات الدوام.
انزعج كثير من الموظفين المتميزين والقياديين من الضغط، الذي مارسه المدير الجديد في بداية عهده.
اتخذ إجراء آخر حظي بامتعاض شديد، لا دخول عليه إلا بموعد، بعد أن كان الجميع يدخل الى مكتبي بلا استئذان أو مواعيد مجدولة، نظرا لصغر عدد أعضاء الفريق.

فوجئ المدير الجديد بمقاومة شديدة من موظفيه. أصبحوا لا يجلسون لحظة واحدة بعد نهاية الدوام الرسمي، بعد أن كانوا يقضون الساعات الطويلة خارج وقت الدوام لإنجاز المهام.

وظائف شاغرة: مطلوب جرافيك ديزاينر متخصصين للعمل في شركة رائدة في بيروت | اضغط على الصورة ادناه لارسال السيرة الذاتية والأعمال السابقة

تراكمت الأعمال وانخفض الأداء، وتراجعت المعنويات وارتفعت نبرة التذمر.

الأسوأ لم يأت بعد. بات بعض الموظفين لا يؤدي أي مهمة دون أن يصله إيميل رسمي يوضح طبيعة المهمة وتفاصيلها، بعد أن كنت اكتفي بالتوجيه الشفهي.

أصبح المدير الجديد يستغرق وقتا في إعداد الإيميل يوازي وقت إنجاز العمل، ما جعله يقوم بالعمل بنفسه. بات هو من يعمل، وهم ينتحبون. لم يكتف مرؤوسوه بذلك، ترجلوا الواحد تلو الآخر عن المؤسسة، باحثين عن فرص أخرى، يقودها مديرون يراعون ويرعون.

أدت تلك المعركة المبكرة بينه وبين زملائه إلى إعفائه من منصبه

الأكثر ألما هو السمعة السيئة، التي تركها خلفه، إذ تربصت به أينما توجه.

لا يوجد أدنى شك في أن الانضباط ركيزة أساسية في أي منظومة، لكن فرضها يكون بالترغيب لا الترهيب. فلا تهويل ولا تهوين في التعاطي معها. التوازن مطلب ملح لبناء أي شراكة أو علاقة.

اكسب زملاءك ورفاقك من البداية. اصنع انطباعا إيجابيا. دعهم يثقوا بك ليساعدوك ويسعدوك.
ابتعد عن اتخاذ إجراءات صارمة وشديدة في أيامك الأولى. استكشف واكتشف قبل اتخاذ أي خطوة. تذكر أنك تتعامل مع بشر، وليس مع حجر. التشجيع والدعم والتحفيز يمدهم بالطاقة والتفاؤل والحماس.
لا تجعل موظفيك يشعرون أن المكتب سجن ينتظرون لحظة الخروج منه. اجعل منه المكان، الذي يقضون فيه أوقاتا ممتعة، و يحققون من خلاله نجاحات عظيمة.
اصنع بيئة مشجعة، وستجد الجميع يلتزمون بحب وإتقان وتفان.
فز بقلوبهم لتفز بعقولهم.

وظائف شاغرة: مطلوب اخصائيين تحريك فيديو انيميتور للعمل في شركة رائدة في بيروت | اضغط على الصورة ادناه لارسال السيرة الذاتية والأعمال السابقة

حسام غ

مراقب صحفي | يقارب الأحداث والمواضيع بإلتزام وموضوعية دون تمييز وليس منحاز إلا لما هو الافضل لبناء مجتمع يقرأ ويميز بين الأخبار الحقيقية والاخبار المضخمة أو الموجهة. مقاوم وثائر للحق و الشعوب الكادحة المستضعفة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
KhabarTaza

مجانى
عرض